-
About
-
Latest on Partnerships
- Programs
- Knowledge Library
- Blog
- Contact Us
جاك ولد عودية*
ماذا سنناقش؟ الهجرة الدولية والمغتربون، والتنمية، والمواطن الأصلية للمهاجرين، والبلدان المضيفة ... والروابط التي يقيمها المهاجرون كل يوم والتي تضم جميع هذه العناصر. سنناقش هذه القضايا في 8 مشاركات. يرجى عدم التردد في التعليق وتوجيه النقد وتقديم الاقتراحات وطرح الأسئلة والاتفاق... هذا المساحة مخصصة للتعبير عن أنفسكم.
الحلقة الثانية - التغير التدريجي في الهجرة، وكيفية فهمه والنظر إليه
التواجد المزدوج للمهاجرين. في السنوات الأخيرة، عملت سلسلة من الاتجاهات تدريجياً على تغيير الهجرة وطريقة فهمها في البلدان المضيفة والأصلية، مثل خفض التكاليف المصاحبة لحركة الأشخاص والمعلومات، ورفع مستويات المهارات نسبياً بين النازحين، وزيادة عدد المهاجرات، وحاجة البلدان المضيفة إلى زيادة جاذبيتها للمهاجرين المهرة، وتعزيز المغتربين ومنظماتهم، وزيادة الإدراك بالمساهمة التي يمكن للمهاجرين تقديمها لتنمية بلدانهم الأصلية، وظهور قوى اقتصادية على الساحة العالمية (الصين والهند) والتي يواصل (مفارقة؟) مواطنيها النزوح والهجرة بأعداد كبيرة. وقد غيرت هذه الاتجاهات تماماً المقاصد الخاصة والعامة للنازحين بشكل شخصي وبشكل موضوعي ليس فقط داخل بلدانهم الأصلية والبلدان المضيفة لهم، ولكن أيضاً حول العام. وقد تحول المهاجرون من حالة ’الغياب المزدوج‘[1] إلى ’التواجد المزدوج‘.
المهاجرون الذين يمثلون أطرافا فاعلة وشهودا يوميا في عملية العولمة: تتشكل وجهات نظرهم على أساس بلدانهم المضيفة وبلدانهم الأصلية، والبلدان المضيفة لأفراد أسرهم: فالقرويون من منطقة أطلس المغربية، أو منطقة نهر السنغال، أو منطقة دلتا ميكونغ في فيتنام الذين نزحوا إلى فرنسا لهم أقارب وأصدقاء في أماكن مثل بلجيكا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا وقطر والمملكة العربية السعودية وليبيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند. إنهم "مهاجرون متصلون" (وهو مصطلح صاغه جان بابتيست ماير) بوجهات نظر عابرة للحدود.
توترات الهوية في كل من الشمال والجنوب. ومع ذلك، فإن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلدان الأوروبية لها تأثير شديد على المهاجرين، وخاصة المهاجرين الجدد في البلدان التي تكون فيها الأزمة حادة، مثل إيطاليا وإسبانيا. ويُضعف تفشي البطالة، والغياب المتزايد للأمن، وعجز السلطات، وقلة شبكات الأمان الاجتماعي، وظروف العمل السيئة، والتعرض اليومي للعنصرية، والاستغلال السياسي من التماسك الاجتماعي في المجتمعات المضيفة، ويؤجج التوترات المتعلقة بالهوية، وهو ما يؤثر تأثيراً بالغاً على المجتمعات في الشمال.
وفي الجنوب، تواصل التوترات الحادة في جميع قطاعات سوق العمل تأجيج هجرة الشباب - الذين يلقون بأنفسهم في المهالك - وتتسارع حدة هذه التوترات بسبب الانتفاضات الشعبية في بلدان جنوب وشرق المتوسط. وقد هدأ على أي حال تدفق النازحين المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، مما زاد الهجرة العابرة في بلدان شمال أفريقيا، والتي أصبحت تدريجياً دائمة بسبب تزايد فعالية الرقابة الحدودية في أوروبا. وجميع أنواع التوترات المتعلقة بالهوية موجودة أيضاً في بلدان جنوب المتوسط.
جميع الحلقات:
[1] - عبارة صاغها عبد الملك الصياد، الذي استخدمها في عنوان كتاب: الغياب المزدوج. أوهام ومعاناة المهاجرين، وكتب مقدمته بيير بورديو، باريس، سايل، 1999.
تنويه - بيان عدم المسؤولية : محتوى المشاركات المنشورة في هذه المدونة هو مسؤولية المؤلف وحده ولا يعكس وجهات نظر المؤسسات التي ينتمي إليها.