Highlights

الشباب والتوظيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: مهارات أفضل، وظائف أكثر 

الأساس المنطقي

يوجد في منطقة البحر المتوسط حوالي 140 مليون شاب (تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة) من النساء والرجال. وهذا ما يقرب من 20 في المائة من السكان. وهم يمثلون خزان كبير من الموارد البشرية غير المستغلة، مع أعلى معدل للبطالة في العالم بين الشباب وأدنى مشاركة للإناث في القوى العاملة [1] (25 في المائة في جنوب البحر الأبيض المتوسط - وهو أدنى مستوى في العالم).

العمل في القطاع الخاص غير متطور، في حين أن الخدمة المدنية - حيث يسعى المرء إلى الحصول على مكانة واستقرار - هي أكثر جاذبية. وعلاوة على ذلك، فإن التنظيم الحالي لنظام الإنتاج بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط يقيد الاقتصادات الجنوبية إلى جانب منخفض القيمة المضافة فضلا عن ترتيبات التعاقد من الباطن على المدى القصير، وبالتالي يمنع الحد من مستويات عالية بشكل غير طبيعي من البطالة من العمال المهرة، والذي يؤدي إلى الاغتراب [2].

ولذلك، فإن تعزيز خلق فرص العمل والتوظيف أمر ضروري لتحقيق إدماج الشباب في البحر المتوسط.

إن وجود مناخ استثماري متين وقطاع خاص نشيط متطلبان أساسيان لاقتصاد نابض بالحياة من شأنه أن يحد من الضغط الحالي على الدولة لضمان العمالة من خلال التوسع غير المستدام في الخدمة المدنية. ولكي تكون الوظائف في القطاع الخاص قادرة على المنافسة وتسمح بالخروج من نموذج ريعي، ينبغي أن تحقق رواتب تنافسية وضمانات اجتماعية. ومن ثم فإن لوائح سوق العمل التي تشجع توظيف الشباب ونظم التأمين الاجتماعي الفعالة هي عناصر أساسية للنمو والرفاهية.

وعلاوة على ذلك، تحتاج بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الانتقال تدريجيا إلى الاقتصادات القائمة على المعرفة، نظرا إلى أن المعرفة تعتبر محركا رئيسيا للإنتاجية والنمو الاقتصادي.

ويحتاج الشباب الذين يدخلون سوق العمل إلى اكتساب مجموعة المهارات التي يتطلبها سوق العمل ومواءمة هذه المهارات باستمرار.

وعلى الرغم من نجاح بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ضمان الوصول إلى التعليم والبنى التحتية، فإن المناهج وأساليب التعلم لا توفر المهارات الكافية التي تلبي احتياجات سوق العمل، والتي تشكل شروطا ضرورية للإدماج والإنجاز الذاتي والحراك الاجتماعي.

إن رؤية جديدة للتعليم أمر بالغ الأهمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - رؤية تعزز التفكير النقدي والإبداع والابتكار التي من شأنها أن تسمح للمنطقة لتحقيق النمو الشامل والاستقرار، والقدرة التنافسية العالمية.

الهدف

يهدف هذا المؤتمر الذي يستمر يومين إلى الاستفادة من الأدوات والأطر البحثية والتحليلية القائمة لتحديد القيود الملزمة الرئيسية التي تؤثر على عمالة الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستكشاف دور مناخ الأعمال وسياسات العمل والتعليم في التخفيف من تلك التحديات.

قام هذا المؤتمر بجسر النظرية مع التطبيقات العملية من خلال التركيز على الممارسات الجيدة الدولية المتعلقة بخصائص تصميم وتنفيذ السياسات التي يمكن أن تساعد الشباب على الاتصال بالوظائف أو بدء عمل جديد أو إدارة فترات من الخمول أو البطالة.

يتطلب تشجيع خلق فرص العمل للشباب إشراك عدد لا يحصى من الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في مختلف القطاعات.

وعلى هذا النحو، استهدف المؤتمر كلا من صانعي السياسات والخبراء التقنيين من مختلف الحكومات والوكالات في المنطقة، والمنظمات الدولية، والقطاع الخاص والمجتمع المدني. وكان المؤتمر تفاعليا وسيشجع المشاركة الفعالة والمناقشة بين المشاركين. وأدى المؤتمر إلى تحديد سياسة ملموسة وتوصيات عملية لمعالجة بعض التحديات الأكثر إلحاحا في مجال العمل في المنطقة بالنسبة للشباب.

جدول الأعمال