Follow us on
Search
Or combine different search criteria.

Blog

لا حدود للمياه ولا للتعاون: منحة ب100,000 يورو لعضوين من شبكة ميديوات للعمل على شروع مشترك

Average: 4.2 (9 votes)
Sep 05, 2019 / 0 Comments
 

منحة بحثية من المعهد الدولي لهندسة البني التحتية والهندسة الهيدرولية والبيئية في مجال المياه (IHE Delft Institute for Water Education) قدرها 100.000 يورو، كانت من نصيب غدير عرفه وفيصل عزيز، وهما عضوان من أعضاء شبكة شباب المتوسط من أجل المياه (MedYWat)، ليطورا مشروع "منارة: تقييم تكنولوجيات معالجة مياه الصرف الصحي وتعزيز أنظمة الري الذكية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باستخدام مواد صديقة للبيئة."

 

كالعديد من الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يجاهد غدير وفيصل، للانخراط في سوق العمل وللعب دور في التغيير الاقتصادي في المنطقة، حيث أن الواقع المرير اليوم هو أن جيل الشباب يوصم على أنه عبء. تعاني بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تشكل أيضاً جزءاً كبيراً من منطقة البحر الأبيض المتوسط، من أعلى معدلات البطالة بين الشباب في العالم، والتي تبلغ 28.2% و30.5% على الترتيب، وفقاً لتقرير منظمة العمل الدولية حول اتجاهات العمالة العالمية للشباب 2015.

  

غدير باحثة فلسطينية في مجال المياه والبيئة، لم تشفع لها خبرتها البالغة عشر سنوات في هذا المجال لإيجاد وظيفة مستدامة: "شغلت مناصب قائمة على المشاريع في جامعة بير زيت، ولكن لم أتمكن أبدا من العثور على وظيفة طويلة الأجل. تقدمت لعدة وظائف في فلسطين بدون جدوى، لدرجة وصلت إلى مرحلة اليأس."

 

لكن في السنوات الأخيرة، بدأت النظرة حول الشباب تتغير، حيث أثبتت هذه الشريحة من السكان على أنها قد تكون أثمن ما تمتلكه المنطقة للتعاطي مع التحديات المتعددة التي تواجهها.

 

يعتبر شح المياه من أهم التحديات التي تواجهها منطقة البحر الأبيض المتوسط؛ حيث تتزايد معاناة المنطقة نتيجة تغير المناخ والانحسار المستمر في الموارد المائية.

 

هنا تشكل المشاريع المبتكرة، مثل مشروع غدير وفيصل لتحقيق الاستخدام الأمثل للمياه، أهمية حيوية لمعالجة الحالة المتدهورة في المنطقة. "نسعى للتعزيز من فعالية عملية معالجة المياه وذلك عبر تقييم مدى التلوث الكيميائي/الميكروبيولوجي لمياه الصرف الصحي المستخدمة في الري الزراعي" كما يفسر فيصل، خبير في هندسة وإدارة معالجة المياه، وأستاذ في جامعة القاضي عياض في المغرب.

 

تم اختيار المشروع من بين أكثر من 300 تقديم، وصنّف ضمن أفضل 8 مقترحات.

تضيف غدير: "يتمثل أحد العناصر الهامة للمشروع في إنتاج بوليمر ذي قدرة امتصاص عالية. تشكل هذه التكنولوجيا، وهي الأولى في المنطقة، أهمية حاسمة بالنسبة للمناطق التي تفتقر إلى المياه. فلسطين تعاني من نقص المياه. تحتوي مياه الصرف الصحي المعالجة على مواد صناعية قد تضر بالأشجار إذا استخدمت في الري. بفضل هذه التكنولوجيا، سنتمكن من حماية المياه الموجودة في البلد لأنها تكنولوجيا ذكية ومعقولة التكلفة.”

 

 

شبكة شباب المتوسط من أجل المياه:  نسيج جامع ودامج

 

اجتمع غدير وفيصل لأول مرة في ورشة العمل الإقليمية الثانية للشباب بمناسبة يوم المياه العالمي التي نظمها مركز التكامل المتوسطي في أنافورا، مصر. شكل هذا الحدث بداية تعاونهما وإطلاقاً للشراكة الناجحة. "عندما التقينا أنا وفيصل قررنا تصميم مشروع مشترك يُقدم عن طريق مؤسساتينا الأكاديمية. عملنا ليلاً ونهاراً على فكرتنا وكنا سعداء عندما تم قبولها. نحن ندين بهذا لشبكة شباب المتوسط من أجل المياه لأن التعاون لم يكن ليحدث لولا هذه المجموعة" بحسب غدير.

 

يرى فيصل أن المعرفة المكتسبة من خلال شبكة شباب المتوسط من أجل المياه كان لها تأثير كبير على حصوله وغدير على المنحة: "لا تقتصر أهمية ميديوات على تشبيكنا ببعضنا البعض وبتبادل الأفكار والفرص، بل تشمل بناء الخبرات أيضاً. عملنا في جميع ورش العمل المختلفة التي يديرها خبراء خلال فعاليات مركز التكامل المتوسطي، على العديد من دراسات الحالة وتعلمنا تحسين قدراتنا لتناول القضايا البيئية ضمن سياقنا الجغرافي."

 

تجمع شبكة شباب المتوسط من أجل المياه  (ميديوات) الشباب المهنيين العاملين في مجال المياه من مختلف أنحاء البحر الأبيض المتوسط، بدعمٍ من مركز التكامل المتوسطي. تضم الشبكة أكثر من 192 من الشباب الباحثين ورواد الأعمال والناشطين في مجال المياه في البحر الأبيض المتوسط الذين يعملون على حل تحديات المياه في المنطقة. 

تم إطلاق هذه الشبكة من قبل مركز التكامل المتوسطي في آذار/ مارس 2017 خلال ورشة العمل الإقليمية الأولى للشباب في يوم المياه العالمي حول "ابتكارات الشباب المتعلقة بمياه الصرف الصحي من أجل متوسط مستدام" (مرسيليا، فرنسا)، وما فتئت تتسع منذ ذلك الحين. 

 

لعب مركز التكامل المتوسطي دوراً داعماً مساعداً على نمو الشبكة وتوسيعها على مدى السنوات الثلاثة الماضية؛ حيث تكفل مركز التكامل المتوسطي بضمان اجتماع أعضاء الشبكة مرة على الأقل في السنة  وذلك ضمن فعاليات الشباب في يوم المياه العالمي، لتعزيز تواصلهم والسماح بالمزيد من فرص التعاون. في آذار/ مارس 2019، أخذت الشبكة دوراً أكبر عبر مشاركة مركز التكامل المتوسطي والبنك الدولي في تنظيم ورشة العمل الإقليمية الثالثة للشباب في يوم المياه العالمي حول "المياه والهجرة" (مراكش، المغرب).

 

 

الحلقة المثمرة: الآثار الإيجابية للتعاون

 

تلقى مشروع "مينارا" تمويلاً لفترة سنتين (حتى عام 2021). يأمل غدير وفيصل أن يحققا النتائج المرجوة وأن يحصلا على مزيد من التمويل لمواصلة عملهما على المدى الطويل.

 

فالقيمة المضافة لمشروعهما لا تكمن فقط في تأثيره المفيد على المياه والبيئة. ينطوي المشروع أيضاً على بعد اجتماعي-اقتصادي: حيث سيشارك فيه علماء شبان آخرون، بمن فيهم أعضاء من شبكة شباب المتوسط من أجل المياه، كما يقول فيصل: "يمثل التدريب وورشات العمل عنصراً أساسياً من عناصر المشروع. ستتم دعوة أعضاء شبكة شباب المتوسط من أجل المياه، فرع المغرب، لحضور ورش العمل هذه وستتم استشارة كبار أعضاء الشبكة لتقديم دورات قصيرة وتدريب على المواضيع البيئية وحماية المياه."

 

تضيف غدير: "ستقدم منح دراسية جزئية لبعض طلاب الماجستير من كلا البلدين والذين سيسهمون أيضاً في المشروع."

 

"توفر لنا شبكة شباب المتوسط من أجل المياه فرصة حقيقية لتوسيع وتطوير شبكتنا المهنية. جعلنا هذا التعاون الناجح أكثر حماسا وثقة بالنفس، كما شجعنا على التقدم للمزيد من المنح وتوسيع نطاق بحثنا" يختم فيصل.

 

لا تنتهي القصة مع غدير وفيصل، إذ تستمر شبكة شباب المتوسط من أجل المياه ومركز التكامل المتوسطي بتمكين المهنيين الشباب العاملين في مجال المياه في المتوسط. وفي الآونة الأخيرة، جمع مركز التكامل المتوسطي باحثين شباب مع خبراء ذائع صيتهم في مجال المياه. النتيجة؟ أوراق عمل مشتركة عن المياه والهجرة، والأهم من ذلك تبادلات قيمة ومشاركة المعارف.

Comments

Leave Your Comment